روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات نفسية | أغار من.. أي اجتماعي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات نفسية > أغار من.. أي اجتماعي


  أغار من.. أي اجتماعي
     عدد مرات المشاهدة: 2172        عدد مرات الإرسال: 0

انا ام لثلاثة اطفال ولدي زوج طيب جدا ويحبني ويحب اولادة وهواجتماعي مع الناس ويحب اهله انا عكسه تماما خجولة جدا وانطوائية واحب العزلة والجلوس وحدي في البيت

وعندما اذهب لاحد وعندما يزورني احد اشعر بعدم الراحة وكنت اعمل مدرسة وعندما يكلمني احد وجهي يحمر وخاصة اذا كان من الرجال وبسببب عدم قدرتي علي التفاعل مع الناس

تركت شغلي ولاسباب ثانية اخرى واصبحت الان اشعر الحقد علي زوجي لحب الناس له وليس لي اصحاب واشعر بالغيرة من كل واحد اجتماعي خاصة انني اسكن في بيت عائلة وسلفاتي فوقي وتحتي بماذا تنصحني.

بسم الله الرحمن الرحيم .. أختي الفاضلة أشكرك على تواصلك مع موقعكم وبارك الله فيك وكل عام وأنتم بألف خير وبركة .

قرأت رسالتكم بكل تمعن ودقة وحمدت الله تعالى على ما حباك به من خصال جميلة فقد رزقكم بثلاثة أطفال كرما منه تعالى يملأون حياتكم بالسعادة وزينتها، وزوج طيب جدا كما تقولين وهذه نعمة كبيرة من الله ،، وهو يحبك ويحب عائلتكم الكريمة،، وهذه أيضا نعمة،، وأنت سيدة جامعية مثقفة واعية ،، مؤمنة بالله ،، وانت بصحة جيدة بفضله تعالى وخير دليل على ذلك أنك تدركين ما تعانين منه وتبحثين عن حل للخروج مما أنت فيه وهذه بداية موفقة بإذن الله .. وهذه الصفات كلها تستحق الشكر والثناء ،، أدام الله عليكم نعمائه .

وأنا أرى أختي الكريمة من خلال ما ورد في رسالتكم أن هناك بعض الأفكار والمعتقدات الخاطئة هي التي تسيطر على تفكيرك ومشاعرك وسلوكك وأنت تستسلمين لها بل وتتخذين قرارات مصيرية بناء على هذه الأفكار غير المنطقية مثل ( ترك العمل .. وأنت تقولين ولأسباب ثانية لم توضحيها ) ،، وقد لفت انتباهي عنوان رسالتكم عندما تقولين ( عزلتي جعلت الناس يكرهونني ) مع أنك تقولين زوجي يحبني،، وهو أهم انسان بالنسبة لك،، فكيف تعتقدين أن الناس يكرهونك؟ هل صدر منهم ما يشعرك بذلك ؟ ثم تقولين ( انا خجولة جدا وانطوائية وأحب العزلة والجلوس وحدي في البيت ) وتضيفين (وعندما اذهب لاحد وعندما يزورني احد اشعر بعدم الراحة) وكذلك تقولين (وأصبحت الآن اشعر بالحقد على زوجي لحب الناس له وليس لي أصحاب واشعر بالغيرة من كل واحد اجتماعي) لاحظي أن كل هذه الأفكار هي نتاج حديث الذات الداخلي الذي تحدثين به نفسك وليس لها أي وجود بالواقع ،، فأنت ببساطة تحدثين نفسك حديث داخلي خاطئ يتطور إلى أفكار سلبية غير واقعية وغير منطقية وهذا بدوره ولد لديك مشاعر الخوف والخجل وعدم الراحة بل وتجاوز ذلك لدرجة الحقد من ناحية والغيرة المرضية من ناحية أخرى سواء من الزوج أو الآخرين ،، كل ذلك ناتج عن طريقة التحدث الى الذات بشكل غير منطقي وغير عقلاني ،، وهذا بدوره يقود إلى سلوكيات سلبية واكثر عزلة وانطوائية ومرضية .

إذا أختي الفاضلة ليس هناك سبب منطقي وواقعي يكمن وراء حالتك هذه مع أنك أشرت في معلوماتك أن لهذه الحالة أسباب وراثية رغم أن أكثر حالات الخجل يكتسبها الإنسان من المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه لذا من المهم جدًّا أن لا تعطي هذه الأفكار أي أهمية، وأن تطردينها، وأن توقفينها ولا تسمحي لها بالسيطرة عليك، وتعديلك لهذه الأفكار أعتقد أنه مهم جدًّا وضروري، ولا تكوني حساسة أبدًا حول علاقتك بالآخرين، فالفكر الذي يسيطر عليك هو فكر وسواسي، والوساوس دائمًا تعالج بإيقافها وتجاهلها واستبدالها بأفكار ومعتقدات ايجابية ومنطقية يتقبلها العقل. من هنا أنصحكم بما يلي :

1- اللجوء إلى الله تعالى فهو الشافي والكافي ،، وقراءة القرآن والدعاء والاستغفار خاصة في هذه الأيام الفضيلة المباركة.

2- تنمية ثقتك بنفسك والتركيز على النعم التي أنعمها الله عليك بشخصيتك واسرتك وأولادك

3- التعرف على الأسباب الحقيقية لما تعانين منه وكما أشرت ووضحت لك ضروري جدا إعادة بناء أفكارك من جديد واستبدال حديث الذات السلبي بحديث ايجابي وأنك سيدة تمتلك من الطاقة والقوة والايجابية ما يرسم لها ولأسرتها كل معالم السعادة والهناء. فمعرفة أسباب الخجل مهمّة في معالجته ..سجلي تفاصيل ما تعانيه من آلام الخجل ، وحرِّري ذهنك منها .. وسجِّلي نقاط القوّة في شخصيتك ، فالإيجابيات موجودة في كلّ إنسان .. نمّ ثقافتك عن نفسك وعن قدراتك بدل التفكير بان الآخرين يكرهونك.. تكلّمي بثقة وبهدوء ووضوح ونمي ثقتك بنفسك .. ولو انتقد الآخرون خطأ صدر منك عالجيه بثقة وقولي جل من لا يخطئ المهم نتعلم من الخطأ،، أو إخراج الموقف بطريقة طريفة ، كأن تقول : شغلني حضوركم السعيد فنسيت أو أخطأت مع ابتسامة دافئة .. كل ذلك يعزز ثقتك بنفسك وبالآخرين .

تدربي على مهارات التحدث وكيف تبدئينه كأن تبدئي الحديث بجملة عادية مثل إنّ الجو لطيف .. أو إنّ الجلسة معكم ممتعة .. أو أن المكان جميل .. أو أنا سعيد برؤيتكم اليوم .

4- مخالطة الناس والأصدقاء الذين ترتاحين للحديث معهم والبحث عن أجواء اجتماعية أخرى , ولاشك بأن الجو الاجتماعي الايجابي ومرافقة الأشخاص الطيبين الذين يبعثون في الإنسان الثقة والاطمئنان ويتعاملون بود واحترام.. كل ذلك يساعد كثيراً على أن يتفاعل الإنسان ويتواصل مع الآخرين ويكتسب منهم الخبرات الاجتماعية ويأنس بهم ليخرج من محيطه الضيق الخاص .

وتأكدي أن التغيير يبدأ بتغيير وضعك خطوة خطوة, ويبدأ منك اولا ،، ولا بد من التدرب على مهارات الاسترخاء والتنفس الصحي السليم وممارسة بعض التمارين الرياضية وتعلم مهارات ايجابية تساعدك على التكيف مع المحيط الاجتماعي مثل الحوار والإقناع والبدء بالحديث وطرح السلام والابتسامة وغيرها مما يعزز الثقة بالنفس .
ومن المهم أن تتذكري بأن هناك كثير من الناس يخجلون ولكن لايعيقهم خجلهم عن النجاح في العمل والتواصل مع الآخرين, ولا تفكري بأن الآخرين ينتقدونك, فاقبلي على التواصل مع الآخرين, دون خوف أو قلق.

5- الاشتراك في الأنشطة الاجتماعية والدينية والثقافية وتقديم بعض المساعدات خاصة في هذا الشهر الفضيل للفئات المحتاجة واشتركي مع الصديقات الثقات بذلك وزرن دور الأيتام ومراكز رعاية الأطفال وبعض المرضى وغيرها .

6- وإذا وجدتي الأمر فيه صعوبة عليك بمراجعة طبيب نفسي مختص لطلب العلاج المناسب .

داعيا الله جل وعلا أن يديم عليك وعلى أسرتك السعادة والهدوء والطمأنينة والاستقرار.

الكاتب: أ. حازم محمد صالح قواقنه

المصدر: موقع اليوم السابع